أبن القوصية عاد في تابوت طائر

أبن القوصية عاد في تابوت طائر
حلم الثراء قتل موسى في اليونان وأضاع روماني في تركيا
كتب ـ أحمد المهدي
عندما يولد الإنسان في أسرة فقيرة في صعيد مصر يكون حلمه في اليقظة وفى المنام هو الثراء السريع وكلما زادت قسوة الحياة تزداد معها الأحلام لأنها الشئ الوحيد المجاني في عالم الماديات الذي نعيشه ولكن شباب قرية السراقنا بالقوصية لم يكن حلمهم الثراء الفاحش ولا السيارة الفارهة ولكن كل طموحهم هو بناء منزل ريفي بسيط يأوي الأسرة ويقيهم شر البرد القارص وحرارة الشمس وزوجة وقرشين يؤمن بهم مستقبله لو أمكن ولصعوبة تحقيق الأحلام في مصر يلجأ شباب القرية للسفر لليونان بطرق مشروعة وغير مشروعة لدرجة أن عدد شاب القرية في اليونان وحدها فاق 700 شاب ولان علامات الستر وأحيانا الثراء ظهرت على البعض منهم فكر موسى كريم رمزي بطرس في خوض التجربة والسفر لليونان بعدما حصل على مؤهل متوسط ومكث في المنزل بدون عمل في أسرة مكونة من ثلاث شقيقات وأخ أصغر ولان تكلفة السفر حوالي 30 ألف جنيه والعين بصيرة واليد قصيرة ارتسمت علامات الحزن على موسى فرق قلب الأب الذي لا يملك ثمن الرحلة ولا يستطيع أن يكون عقبة في تحقيق حلم أبنه فضحى بقطعة الأرض التي يمتلكها ودفع ثمنها وبدأت الرحلة بالسفر إلى السودان ومنها إلى تركيا وتم تهريب الشباب إلى اليونان وهناك يلاقى كل شاب مصيره وانتظر الأب أن يرسل له الأبن الدولارات ليشترى الأرض ويبنى المنزل ويجهز له عش الزوجية ولم يطول الانتظار فوصلت إشارة لمركز القوصية تفيد بوفاة موسى في حادث باليونان وأن المصريين هناك قاموا بإرسال الجثة واستيقظ الأب المكلوم من حلم الثراء على كابوس وفاة الابن والسند وهو يتسلم بدل الشيكات تابوت يحمل جثمان الابن ولم يكن يعلم انه يدفع ثمن موت ابنه في الغربة عندما دفع الفلوس لسمسار تهريب الشباب ولم تكن هذه القصة المحزنة هي الوحيدة في القرية فهناك أسرة أخرى تعيش نار الحيرة منذ عامين غادر ابنها روماني كيرلس ناشد 26 سنه في رحله مشابهه ولكن بعد وصوله لتركيا انقطعت أخباره عن أخوته السبعة وشقيقاته الخمسة وهم يواسون أسرة موسى ويحلمون بعودة روماني.
وفي أول بيان لوزارة الخارجية المصرية بشأن الحادث صرح السفير محمد عبدالحكم، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين فى الخارج، إن السلطات اليونانية أبلغت السفارة المصرية فى أثينا فى ١٧ فبراير الجارى بأنها عثرت على جثة المواطن المصرى حيث وجدت رصاصة مخترقة الجانب الأيمن من رأسه وممسكاً بيده اليمنى بمسدس عيار ٩ مللى مزود بكاتم للصوت.
وأشار عبدالحكم أن تحقيقات الشرطة اليونانية رجحت أن الوفاة حدثت نتيجة لقيام المواطن المصرى بإطلاق الرصاص على نفسه وانتحاره مع استبعاد وجود أى شبهة جنائية فى هذا الشأن.
تصريح وزارة الخارجية وتحقيقات الشرطة اليونانية التي جائت متناقضة مع بعضها فما الذي يدعو موسى للإنتحار بمسدس مزود بكاتم للصوت فمن غير المعقول أنه يحاول الإنتحار ويخشى أن تسمع الشرطة صوت مسدسه ويعتقلونه بعد وفاته!!.. كما أضاف مقربون من موسى أنه لم يكن يعاني من أي مشاكل في الفتره التي سبقت الحادث، وأكدوا أن عائد عمله كان مجزياً وأنه لم ينتحر وأن الحادث ورائه شبهة جناية.