إبتكار جديد في عمليات النصب وكل ما نعيش ياما نشوف

«أسيوط اليوم» تكشف أحدث طرق النصب
مهندس صدفا يكشف سيناريو عصابة الآثار الوهمية لاصطياد فرائسهم
كتب ـ حسن حسين
ظهرت في الآونة الأخيرة عصابة جديدة تخصصت في النصاب، عصابة لا تذهب لضحاياها لكي تنصب عليهم كما هو المعتاد ولكنها تجعل ضحاياها هم من يأتوا إليها بعد أن توهمهم بأن الذهاب إلى بني مزار هو نقطة التحول في حياتهم وأن هناك كنز في انتظارهم..
مهندس أسيوطي من مركز صدفا كان واحداً من ضحايا تلك العصابة.. عاش الحلم معهم.. وذهب إليهم، وعاد خاسراً لكل شئ.. وآتى لـ«أسيوط اليوم» ليحكي إليها السيناريو الذي استخدمته عصابة بني مزار للسطو عليه.. طلب نشر قصته لكي يكون آخر ضحايا هذا التنظيم وطلب عدم ذكر اسمه.
مكالمة مجهولة
بدأ يتحدث بصعوبة فيقول: بدأت تأتيني عدة اتصالات هاتفية من رقم مجهول.. الاتصال لا يكتمل يظل هذا الحال مرة تلو الأخرى حتى اتصلت به اخبرني أن أسمه جمال من مركز بني مزار بالمنيا.. تعرفنا على بعض وحدثني قائلاً: كنا ذات يوم نحفر لعمل بئر بأرض زراعية.. وأثناء الحفر وبعد بضعة أمتار وجدنا حجر كبير رمادي اللون به بعض الرسومات..
سألته عن شكل هذه الرسومات فرد قائلاً: رسومات غريبة تشبه الطيور التي نربيها في البيت "وهنا تأكدت أن هذه النقوش التي يصفها "جمال" هي عبارة عن حروف فرعونية فأنصتّ لحديث جمال المثير والذي يقول فيه.. وقفنا كلنا أنا ووالد زوجتي "صاحب الأرض" ووالدي وشقيقاي سيد وعبد الله ظللنا نرفع في هذا الحجر حتى أبعدناه عن حفرتنا وهنا كانت المفاجأة.. سلم يحتوي على ثلاث طوابق ثم يليه باب حديدي كبير به الكثير من الرسومات.. وقفنا في ذهول شديد لا نعلم ما هذا وحينها طلب منا أبي أن نحاول فتح الباب وبالفعل نجحنا في فتح الباب لتخرج منه رائحة كريهة جداً ظللنا قليلا ثم دخلنا.. طريق طويل بعض الشئ ينتهي بغرفة يتوسطها صندوق وعندما فتحناه وجدنا بداخله جثة مغطاة ببعض القماش.. مربوطة بحبل من أعلى ومن أسفل..وبجانبها 6قطع من العرائس "مساخيط" صفراء اللون المختلفة الحجم...أصغرها بحجم عقلة الأصبع وأكبرها بحجم الزراع....
الجنة بين أيديك
وسألني جمال: هذه ذهب.. أليس كذلك؟... فأجبته بأنها ذهب بالفعل.
وأخبرني جمال.. وجدنا بجانب الجثة قطعتان من الحجارة الكبيرة عندما نقلناهم عن أماكنهم وجدنا تحتهم 366تمثال آخر وكتاب قديم به بعض اللفافات الغريبة وتحتوي على رموز مختلفة...
وبعد أن أقنعني بهذه القصة طلب مني مساعدته في بيع هذه الأشياء وطلب مني زيارتهم في بني مزار للتأكد من تلك الآثار... وأقسم لي أنه يرغب في بيع هذه الأشياء بأي ثمن لشخص صعيدي مثله وأقنعني أن هذه الأرض ملك لوالد زوجته الرجل الكبير الذي سيرضى بأي شئ سوف يدفعه المشتري... في تلك الأثناء بدأ الطمع أن يدخل إلي...صفقة العمر بأقل سعر .. آثار فرعونية تسوى الملايين مع أشخاص لا يعلمون بقيمتها ولا يرغبون في شئ سوى بعض الأموال التي تساعدهم على الحياة... أخبرته بأني سوف أذهب إليه في أقرب وقت اتفقنا على طريقة اللقاء وكيفية تهريب البضاعة والتي أقترح عليّ بأن تتم العملية داخل سيارة محملة بالطماطم وأكد أن بني مزار بها الكثير من الطماطم ولن يشك أحد في الأمر، حينها طلب منه أن يُعطيني الكتاب الذي وجدوه بجوار الجثة بدون مقابل "هدية"... بدون تفكير وافق وأخبرني بأن هذا الكتاب لا يمثل لديهم أي أهمية وأنهم كانوا سيقومون بإلقائه أو حرقه.
الصدمة
ذهبت إلى بني مزار محملاً بما أملك من أموال لكي أشتري أكبر كمية من تلك القطع الأثرية الرخيصة جداً "حيث أخبرني أن القطعة بـ"30" ألف جنيه.. بالفعل وصلت إلى المنيا فوجدته منتظرني كما اتفقنا.. أخذني وذهبنا إلى بني مزار... ولكنه دخل في وسط الزراعة..فسألته... إلى أين نذهب في تلك الزراعات والمناطق المجهولة...فأخبرني أننا ذاهبون إلى مكان الحفرة.. يظل الحال كما هو عليه حتى وصلنا إلى مكان غريب جداً وظهر فجأة عدة أشخاص يحملون أسلحة مختلفة وطلبوا مني أن أُخرج كل ما لدي وبالفعل وتحت تهديد السلاح أعطيتهم كل ما أملك من أموال ومتعلقات فأخذوه وتركوني وحيداً في تلك المنطقة المجهولة التي ظللت لساعات حتى وجدت بعض الأهالي الذين ساعدوني على العودة بعد أن أعطوني بعض المال كمساعدة ورجعت فاقداً كل ما أملك.
ويضيف مهندس صدفا "الضحية" بعد هذه الواقعة رفضت أن أبلغ الشرطة عن تلك العصابة خوفاً من المسائلة حيث أنني ذهبت لأشتري شئ ليس من حقي أو حقهم، ولكن بعد فترة وجدتهم يتصلون بأحد أقاربي الذي طلبوا رقمه عشوائياً كما يفعلون في محاولة للإيقاع به.. حينها وجدت قدماي تقودني إلى مكتب أخبار اليوم لكي أنشر هذه القصة حتى لا يكون هناك ضحايا جدد لهؤلاء المجرمين.

» إبتكار جديد بكلية الهندسة
» دواء جديد لعلاج مرض السرطان